1436/5/12
الحلقة (22) :آداب التثاؤب 1_ رد التثاؤب ما استطاع : فمن تثاءب في صلاته فليمنع التثاؤب ما استطاع لما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) (1) . وفي رواية البخاري : ( التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان ) (2) . ومعنى قوله: (التثاؤب من الشيطان) أي: أن الشيطان يحب التثاؤب، وهو مبعث التثاؤب، وكل فعلٍ مكروه ينسبه الشرع إلى الشيطان؛ لأنه واسطته، والتثاؤب من امتلاء البطن، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بواسطة الشيطان، وأضيف التثاؤب إلى الشيطان -كما يقول النووي رحمه الله- لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه التثاؤب وهو التوسع في الأكل . 2_ وضع اليد على الفم إذا ملكه التثاؤب: إن لم يستطع أن يبقي فمه مغلقاً فليضع يده على فيه فيغطي فمه بيده لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل ) وفي رواية: ( إذا تثاوب أحدكم في الصلاة ..) (4) . قال الترمذي: وقد كره قوم من أهل العلم التثاوب في الصلاة . قال إبراهيم : أني لأردّ التثاوب بالتنحنح . قال النووي : قال العلماء أَمر بكظم التثاؤب وردّه ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ، ودخوله فمه ، وضحكه منه. 3_ كراهية رفع الصوت عند التثاؤب : للأمر بالكظم ورده ما استطاع في حديث أبي هريرة السابق . ومن ذلك: أن المصلي أو قارئ القرآن إذا تثاءب أثناء قراءة القرآن فعليه أن يكف عن القراءة حتى ينتهي من مقاومة التثاؤب؛ لأن التثاؤب يغير نظم القراءة، وربما تتغير الحروف، وجاء عن مجاهد وعكرمة وعدد من التابعين المشهورين هذا، وهو الأمر بالإمساك عن القراءة حال التثاؤب، وحكم التثاؤب في الصلاة مكروه إذا أمكن دفعه، وينبغي عليه مجاهدة نفسه للأمر الوارد في الحديث . لا يُشرع التعوّذ عند التثاؤب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّم أمّته ما يُشْرَع عند التثاؤب، وهو وضع اليد وكَظْم التثاؤب ، ولم يأمرهم بالاستعاذة، والأحاديث في الصحيحين وفي غيرهما ليس فيها مشروعية الاستعاذة عند التثاؤب ، بل فيها مشروعية وضع اليد وكظم التثاؤب وعدم إصدار صوت . 5_ أسباب كراهـة التثــــاؤب: هناك العديد من الأسباب الشرعية لكراهة التثاؤب ، منها: (1) رواه مسلم في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب برقم (2994). (2) رواه البخاري في بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده برقم (3289). (3) رواه البخاري في الأدب ، باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه برقم (6226). (4) رواه مسلم في الزهد، باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب برقم (2995).
وفي رواية أخرى : ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ) (3) .
قال ابن العربي : ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة ، وإنما خصّ الصلاة لأنها أولى الأحوال بِدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة .نقله ابن حجر في الفتح.
4_ عدم مشروعية التعوذ عند التثاؤب :
أولاً: أنها صفة مذمومة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يكرهها كما في الحديث السابق : ( إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب ..) رواه البخاري.
ثانياً: أنها من الشيطان، وما كان من الشيطان فهو مذموم. قال صلى الله عليه وسلم: ( التثاؤب من الشيطان ..) رواه البخاري ومسلم.
ثالثاً: إن الشيطان يضحك على الإنسان أثناء تثاؤبه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا تثاءب أحدكم فليرُدُّهُ ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان) رواه البخاري.
والشيطان يحب أن يرى تثاؤب الإنسان؛ لأنها حالة مثلة وتغيير لصورته، كما أنه يدخل مع التثاؤب إلى جوف الشخص.
رابعاً: أنه دليل على الكسل وعلامة من علامات الفتور الذي يفرح الشيطان به لأنه يعلم أن العبد إذا تثاءب فإنه يكسل عن العبادات والطاعات. والله تعالى أعلم.
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق