1435/12/6
ما ينبغي فعله قبل الحج
الحج –كما سبق- هو عبادة عظيمة, وركن من أركان الإسلام يرجو الحاج قبول حجه, ولذلك على الحاج أن يتهيأ ببعض الأعمال التي تكون عوناً له على قبول الحج.
وهناك أمور ينبغي للحاج أن يتنبه لها, وأن يضعها في حسبانه عند إرادة الحج, حتى يتحقق له الحج المبرور والسعي المشكور بإذن الله تعالى ومنها:
1- تجديد الإخلاص لله تعالى في الحج –كما سبق- وهذا الأمر أعني الإخلاص أمر لابد منه في كل عبادة من العبادات.
فيجب على أراد الحج أن يقصد بحجه وجه الله تعالى فيحج مبتغياً الأجر من الله راجياً ثوابه فهو تعالى يلجأ إليه الطائعون فيرفع درجاتهم وينيب إليه المقصرون المذنبون فيكفر سيئاتهم, والإخلاص عليه مدار الأعمال والأقوال, يقول تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(1), ويقول جل شأنه: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} (2), {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (3).
فعلى الحاج أن يجرد نيته من شوائب الشرك أو التعلق بغير الله تعالى أو قصد الدنيا في حجه حتى يكمل ثوابه.
وعليه أن يستحضر نية التقرب إلى الله تعالى في جميع أحواله لتكون أقواله وأفعاله ونفقاته مقربة له إلى الله فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى(4).
2- أن يحرص على التفقه في أمور الحج حتى يعبد الله على بصيرة وبحذر كل الحذر أن يؤدي مناسك الحج على جهل منه بذلك فقد يوقعه هذا في الإخلال بالأركان أو ارتكاب بعض المحظورات أو النقص في القيام بمناسك الحج.
والمؤمن يحرص دائماً على تمام عمله وكماله, والله تعالى قد قدم العلم على العمل في قوله سبحانه: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} (5) وكل عبادة لا تقبل إلا بتحقق شرطين أساسين الإخلاص لله تعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ولا تتأتى المتابعة إلا بالعلم لذا عظم العلم وارتفعت منزلة أهله عند الله وعند الناس, قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} (6), وإذا كان الحاج لا يقدر على التفقه في أمور حجه فليصحب أهل الفقه والعلم حتى يفيد من علمهم, قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (7), ومما يفيد في ذلك استصحاب بعض الكتيبات النافعة, وأشرطة التسجيل المفيدة وغيرهما من أدوات التعلم التي تعينه في تعلم مناسكه.
3- أن ينتخب لحجه وعمرته نفقة طيبة من مال حلال لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا) (8), وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ، ووضع رجله في الغرز ، فنادى : لبيك اللهم لبيك ، ناداه مناد من السماء : لبيك وسعديك وزادك حلال ، وراحلتك حلال ، وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور (9).
كما ينبغي للحاج أن يكثر من النفقة ومتاع السفر ويستصحب فوق حاجته احتياطاً لما يعرض من الحاجات.
ومن ذلك كتابة وصيته وتشمل وصية أهله وأصحابه بتقوى الله تعالى وهي فعل أوامره واجتناب نواهيه وهي وصية الله تعالى للأولين والآخرين {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} (9), وأن يكتب ماله وما عليه من الدين ويشهد على ذلك فإنه لا يدري ما يعرض له.
5- أن يبادر إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والمعاصي من ترك الواجبات أو ارتكاب للمحظورات فالتوبة طريق المفلحين وسبيل الفائزين, (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (10).
وحقيقة التوبة الإقلاع عن الذنوب وتركها والندم على ما مضى منها والعزيمة على عدم العودة إليها وإن كان عنده للناس مظالم من نفس أو مال أو عرض ردها إليهم أو تحللهم منها قبل سفره لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) (12).
ومن فضل الله تعالى أن فتح باب توبته لمن اقترفوا الآثام فالذنب مهما عظم فعفو الله أعظم وعليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى, قال تعالى: { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (13).
فالواجب على العبد أن يعترف بذنبه ويطلب من ربه مغفرته وأن يبادر بالتوبة منه فإنه لا يدري متى يحضره الأجل ومتى يفجأه الموت.
وكم من إنسان يعد نفسه بالتوبة فما زال يؤخرها حتى نزل به هادم اللذات ومفرق الجماعات فلقي الله تعالى بذنوب وهو مصر عليها وانتقل إلى الآخرة مثقلاً بالذنوب حاملاً للأوزار والعياذ بالله.
{إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيماً, وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن}(14).
6- أما مظالم الخلق من الحقوق المالية فيردها إليهم, والحقوق المعنوية فيتحللهم ويستسمحهم وإن لم يستطيع أو خشي ضرراً أكبر فليكثر من الدعاء لهم.
7- أن يجتهد في انتفاء المجموعة التي يحج معها, أو الحملة التي يشترك فيها, فإنها خير معين بعد الله جلا وعلا على إتمام مناسكه على الوجه الصحيح, ولذلك ندب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اختيار الجليس بقوله: (الجليس الصالح كحامل المسك, والجليس السوء كنافخ الكير..) (15) ولا شك أن الحملة بكامل عناصرها هم جلساء الحاج فليحرص على الانتفاء.
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق