1435/3/13
النبي صلى الله عليه وسلم بين نسائه ( مواقف وعبر ) ( 3-6)
عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- قالت : (( أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت : يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، وأنا ساكتة، قالت : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بنية ألستِ تحبين ما أحب ؟! فقالت : بلى . قال : فأحبي هذه . قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها : ما نراك أغنيت عنَّا من شيء ، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة . فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبداً . قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به ، وتقرَّب به إلى الله تعالى ، ما عدا سَوْرة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة ، قالت : فاستأذنت على رسول الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحال التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت : ثم وقعت بي فاستطالت عليَّ ، وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه : هل يأذن لي فيها ؟ قالت : فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن انتصر. قالت : فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها. قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم : إنها ابنة أبي بكر )) (1) .
قولها: (( يسألنك العدل )) أي يسألنك التسوية بينهن في محبة القلب، وكان صلى الله عليه وسلم يسوي بينهن في الفعال والمبيت ونحوه ، وأما محبة القلب فكان يحب عائشة أكثر منهن.
فوائد الحديث (2) :
- قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنها ابنة أبي بكر ))، يقول النووي : ( الإشارة إلى كمال فهمها، وحسن نظرها، والله أعلم ) .
- وقولها (( تبسم )) يشير إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إضفاء جو المرح على ما ثار بين زوجتيه، وإبعاد ما يمكن أن يؤدي إليه خلافهما من شحناء ، وفي هذا توجيه للأزواج بأن يضفوا مثل هذا الجو المرح على ما يحدث من خلاف بين زوجاتهم .
- إنصاف عائشة، وأخلاقها العالية حين وصفت زينب بتلك الصفات وهي ضرتها، مما يدل على رجاحة عقلها، ونبل نفسها، وقوة إيمانها.
(1) - رواه مسلم .
(2) - انظر : أحاديث المرأة في الصحيحين (2/55) .
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق