1435/3/25
قصة إسلام أم أبي هريرة رضي الله عنهما
عَنْ أَبِى كَثِيرٍ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِى قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِىَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: « اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ». فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قَالَ: - فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتِ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ – قَالَ- فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ - قَالَ - قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِى هُرَيْرَةَ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا - قَالَ - قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا - قَالَ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:« اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِى أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ - إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ ». فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلاَ يَرَانِي إِلاَّ أَحَبَّنِي (
1).
2) :
المجاف : المغلق.
الخشف : حركة المشي وصوته.
3) :
1- حرص أبي هريرة رضي الله عنه الشديد على هداية أمه حيث كان يدعوها إلى الإسلام مرة بعد أخرى، ومصابرته على ذلك رغم إعراضها وتمنعها.
2- سؤال أبي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأمه شفقة عليها، وحرصاً على إسلامها، فكان ذلك سبباً في إسلامها.
3- رحمة النبي بأصحابه وسؤاله عن أحوالهم، وسعيه في إدخال السرور عليه.
4- حلم النبي صلى الله عليه وسلم وكرم خلقه، وحرصه على هداية الخلق، فقد أخبر أبو هريرة أنها قالت فيه عليه الصلاة والسلام ما لا يليق، فأعرض عن ذلك، ودعا لها بالهداية صلوات الله وسلامه عليه، بل ودعا لها ولأبي هريرة أن يجعل في قلوب الخلق محبة لهما.
5- أن هدايه العباد هي بيد الله عز وجل، كما قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } القصص56 .ولذا بادر النبي صلى الله عليه وسلم بحمد الله والثناء عليه لما أخبره أبو هريرة بإسلام أمه.
6- استجابة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور بعين المسئول ، وهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
7- واستحباب حمد الله عند حصول النعم .
( 1 ) رواه مسلم، رقم (6476).
( 2 ) النووي، شرح صحيح مسلم (8/160) فتح الباري - ابن حجر - (4/ 139).
( 3 ) انظر: المرجعين السابقين.
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق