1437/4/17
تعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته
وتعامله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته موسوعة ضخمة ، ففي كل ساعاته وأيامه فوائد وعبر وعظات ، ولكن حسبنا أن نقتطف من هذه السيرة العطرة زهرات ، يعبق أريجها كلما قلبنا صفحات حياته صلى الله عليه وسلم وللحديث عن هذا الجانب عدة محاور ، وهي على النحو التالي :
أ- هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته .
ب- هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع بناته .
ج- هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الصغار .
د- هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع خدمه .
وكل جانب من هذه الجوانب فيه مواقف شتى وطرائق مختلفة ونماذج مشرقة ، وأسأل الله العلي القدير أن يعينني على إلقاء الضوء ، واستنباط العبر ، واقتناص الفرائد لنرسم بها منهج حياة ، وطريقة تربية ، ولنبني بها حياة مستقبلية زاهرة تقوم على أسس نبوية ... وتوجيهات محمدية .
أولاً : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته :
- الهدي العام :
صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .
وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة ، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره ، وأباح الله له من ذلك ما لم يُبحه لأحد من أمته .
وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة ، وأما المحبة فكان يقول : ( اللهم هذا قسْمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك ) ، فقيل : هو الحب والجماع ، ولا تجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يملك .
وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة ، وحسن الخلق ، وكان يُسرِّب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها ، وكان إذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه ، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وكان إذا تعرقت عَرْقاً – وهو العظم الذي عليه لحم – أخذه فوضع فمه موضع فمها ، وكان يتكئ في حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضاً ، وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يُباشرها ، وكان يقبلها وهو صائم ، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكّنها من اللعب ، ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده ، وهي متكئة على منكبيه تنظر ، وسابقها في السفر على الأقدام مرتين وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة .
وكان إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها معه ، ولم يقض للبواقي شيئاً ، وكان يقول : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .
وكان إذا صلى العصر دار على نسائه ، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن ، فإذا جاء الليل ، انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل ، وقالت عائشة: (( كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القَسْم ، وقلّ يوم إلا كان يطوف علينا جميعاً ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو في نوبتها فيبيت عندها )) .
وكان صلى الله عليه وسلم يقسِم لعائشة يومها ويوم سودة .
وكان صلى الله عليه وسلم يأتي أهله آخر الليل وأوله وكان إذا جامع أول الليل ربما اغتسل ونام ، وربما توضأ ونام .
وكان يطوف على نسائه بغسلٍ واحدٍ ، وربما اغتسل عند كل واحدة ، فعل هذا وهذا .
كان إذا سافر وقدم لم يطرق أهله ليلاً وكان ينهى عن ذلك (1) لما ثبت عن أنس رضي الله عنه : (( أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلاً وكان يأتيهم غدوة أو عشية )) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا قدم أحدكم ليلاً فلا يأتين أهله طروقاً ، حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة ) (3) .
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق