1437/2/17
لنمرح مع أولادنا
الأولاد زينة الحياة الدنيا فالنظر إليهم والجلوس معهم والاستماع إلى كلامهم متعة وأنسٌ، وكم يدخل الأولاد السرور إلى قلوب آبائهم لا سيما في الصغر بحركاتهم وضحكاتهم، ومن أجمل اللحظات لحظات ملاعبتهم والاستئناس بهم، وهذا المرح واللعب مع الأولاد لا يعدّ إضاعة للوقت ولا هدراً له فيما لا يفيد، بل هو ترويح يبعث على النشاط للعمل بعده، وإشباع لحاجات نفسية لكلا الطرفين الآباء والأولاد، وقد أقرّه الإسلام ودعا إليه.
عن حنظلة الأسدي t قال: لقيني أبو بكر وقال: كيف أنت يا حنظلة؟
قلت: نافق حنظلة!!
قال: سبحان الله، ما تقول؟
قلت: نكون عند رسول الله r، يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عنده عافسنا (لاعبنا)(1) الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا.
قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا!
قال حنظلة: فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله r.
قلت: نافق حنظلة يا رسول الله!
فقال رسول الله r (وما ذاك؟).
قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، ونسينا كثيراً.
قال رسول الله r (والذي نفسي بيده، إنكم لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة)(2).
رأينا كيف أقرّ النبي r أبا بكر وحنظلة رضي الله عنهما على ملاعبة الأزواج والأولاد، وعلى ملاطفتهم وإدخال السرور إليهم، والآن لنرى كيف كان يلاعب النبي r الأولاد ويلاطفهم.
عن عبد الله بن الحارث t قال: كان رسول الله r يصفّ عبد الله وعبيد الله وكثير من بني العباس ثم يقول: (مَن سبق إلي فله كذا وكذا، فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم)(1).
وعن أبي هريرة t قال: (كان رسول الله r يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه...)(4).
وعن جابر t قال: دخلت على رسول الله وهو يمشي على أربع، وعلى ظهره الحسن والحسين، وهو يقول: (نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما)(5).
وعن جابر t قال: دخلت على النبي r فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان، فأسرع رسول الله r أمام القوم، ثم بسط يده فجعل يفرّ ههنا وههنا، فيضاحكه رسول الله r حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله، ثم قال: (حسين مني وأنا منه أحبّ الله من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط)(6).
وللعب والمرح فوائد كثيرة جسمانية وعقلية ونفسية ليس هذا مكان بسطها ؛ لكن أنظرها في الزاد التربوي.
لنمرح مع أولادنا ساعة.
(1) انظر: لسان العرب 6/144، النهاية في غريب الحديث 3/263.
(2) أخرجه مسلم
(3) أخرجه أحمد 1/214.
(4) أخرجه ابن حبان ذكر إباحة ملاعبة المرء ولده وولد ولده ح 5596-12/408.
(5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ح 2661-3/52. العدلان أي الراكبان
(6) أخرجه الطبراني والسبط هو ولد الولد.
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق