1436/2/15
حديث (إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا...) عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا وَجَاءَ عَلِيٌّ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا) فَقَالَ (مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ) فَأَتَاهَا عَلِيٌّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا . فَقَالَــتْ لِيَأْمُرْنِي فِيــهِ بِـمــَا شَــاءَ قَالَ: ( تُرْسِلُ بِهِ إِلَى فُلَانٍ أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ). (1) غريب الحديث: مَوْشِيًّا: الواو والشين والحرف المعتلّ أصلان: أحدُهما يدلُّ على تحسين شيٍء وتزيينه وهو المراد في الحديث، والوشي في اللون؛ خلطه بلون آخر والثاني: يدل على نماءٍ وَزِيَادةٍ (2) وذكر ابن حجر : (مُوْشِيا) بضم الميم وسكون الواو، على وزن مُرْضِي، ويجوز فيه على وزن مُوسَى بفتح الشين. والموشَّى المخطّط بألوان شتى، والمرقَّم هو المنقّش (3) وهو المراد لأنه قال: «مالي أنا والرقم »، وقيل الوشي؛ ثوب الحرير (4) . من فوائد الحديث: 1/ كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لابنته ما كرهه لنفسه من تعجيل الطَّيبات في الحياة الدنيا، ورغب لها ما رغبه لنفسه من أمر الآخرة، وليس فيه أن الستر الموشَّى حرامٌ، ولكنه كرهه من جهة السَّرف والتمتع بملذات الدُّنيا، وهو نظير كراهية الخادم لها ودلالتها على ما هو خير لها في الآخرة (5) . 2/ في موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنته – حينما همَّ بزيارتها ثم أعرض عن بيتها لِمَا رآه - درسٌ تربوي ونموذجٌ عملي رائع في التربية الجادَّة على التعلّق بالآخرة، والزهد في الدنيا والتقلل من متاعها، وحمل الذريَّة على الصّدقة والإحسان لذوي الفقر والحاجة. وفي تأثّر فاطمة - رضي الله عنها - صورةٌ مشرقةٌ من التوّدد والبرِّ بالوالد والاجتهاد في تحصيل مرضاته وحضور مسرّته، وتفقّد أحواله، والتحلّي بالسمع والطاعة،والتخلِّي عن أسباب غضبه وامتناعه من زيارتها . (1) صحيح رواه البخاري – واللفظ له – (206ح 2613) . وأبو داود في (1525ح 4149) بلفظ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى فَاطِمةَ فَوجَدَ على بابها سِتْرًا فَلَمْ يَدْخُلْ، قَالَ: وقَلَّ ما كانَ يَدْخُلُ إلا بَدَأَ بها، فَجَاءَ عليٌّ فرآهَا مُهْتَمَّةً فقال: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إليَّ فَلَم يَدْخُلْ. فَأَتَاهُ عليٌّ فقال: يا رَسُولَ اللهِ إنَّ فاطِمَةَ اشْتَدَّ عليها أنَّك جِئْتَها فلم تَدْخُلْ عليها؟» قال: «وَمَالي أَنَا وَالدُّنيا؟ ومَا أَنَا والرَّقْمُ؟ » فذهَبَ إلى فَاطِمَةَ وأخْبَرَهَا بِقَولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا تَأمُرنيْ بِهِ؟ قال: «قُلْ لَهَا فَلْتُرسِلْ بِهِ إلى بَنِي فُلانٍ ». (2) معجم مقاييس اللغة ص (1054) لسان العرب (15/392). (3) فتح الباري (5/286)، وينظر: شرح الكرماني (11/140)، عمدة القاري (13/166)، عون المعبود (11/138). (4) شرح ابن بطال (7/127). (5) قاله المهلب (بتصرف يسير) شرح ابن بطال (7/127)، فتح الباري (5/287)، عمدة القاري (3/167).
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق