1435/7/7
قصة في فضل عثمان رضي الله عنه عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» ، فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» ، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه» ، فإذا عثمان بن عفان قال حماد، وحدثنا عاصم الأحول، وعلي بن الحكم، سمعا أبا عثمان، يحدث عن أبي موسى، بنحوه وزاد فيه عاصم «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء، قد انكشف عن ركبتيه أو ركبته، فلما دخل عثمان غطاها»(1) شرح المفردات (2) : (الحائط) هو البستان. (هنيهة) زمناً قليلاً، أصلها من الهنة كناية عن الشيء من زمان أو غيره. (على بلوى ستصيبه) وَهِي البلية الَّتِي صَار بهَا شَهِيد الدَّار، وَفِي رِوَايَة أبي عُثْمَان: فَحَمدَ الله، ثمَّ قَالَ: الله الْمُسْتَعَان، وَفِي رِوَايَة فقال: أللهم صبرا. من فوائد الحديث(3) : 1- فضيلة هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة: أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وأنهم من أهل الجنة. 2- فضل عثمان رضي الله عنه، حيث ستر النبي صلى الله عليه وسلم ركبته لما دخل عثمان وقد قال عليه الصلاة والسلام في مقام آخر: ( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة ) رواه مسلم. 3- مشروعية الاستئذان قبل الدخول، وقد قال الله تَعَالَى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النُّور: 27]. 4- جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه. 5- فيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم لإخباره بقصة عثمان والبلوى ووقوعها كما أخبر، وأن الثلاثة يستمرون على الإيمان والهدى حتى يتوفاهم الله. 6- على المسلم أن يعرف قدرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، فهم الذين حملوا لنا الدين وبلغوه كما أنزل، ونصروا الدين وضحوا في سبيله بكل غال ونفيس، مع ما لهم من شرف الصحبة والهجرة والنصرة، فالواجب محبتهم وموالاتهم ومعرفة قدرهم والترضي عنهم. فائدة: عثمان بن عفان هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب. فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي صلى اللَّه عليه وسلم في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين. وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى اللَّه عليه وسلم ـ أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ ، صلى إلى القبلتيـن، وهاجر الهجرتيـن. ويقال لعثمان رضي اللَّه عنه: (ذو النورين) لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره. اشتهر بكثرة إنفاقه في سبيل الله حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) . مات شهيدا ومقتولاً ظلماً سنة خمس وثلاثين من الهجرة النبوية رضي الله عنه وأرضاه. (1) رواه البخاري، رقم (3695)، ورواه مسلم، رقم (2403). (2) النووي، شرح صحيح مسلم (15/171)، وابن حجر، فتح الباري (7/37).. (3) انظر: المرجعين السابقين.
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق