على ظاهر الآية غالب الشعراء هكذا، يقولون ما لا يفعلون وفي كل واد يهيمون، تراه يتكلم هنا وهنا وهنا بغير حقيقة، بل أشياء يتخيلها ثم يتكلم فيها أو يكذب لحاجات في نفسه، أو لأسباب أخرى؛ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات استثناهم الله جل وعلا، فهم الذين أشعارهم طيبة ومفيدة كحسان بن ثابت - رضي الله عنه- شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة وغيرهم من شعراء المؤمنين، ثم من بعدهم في عهد التابعين وأتباع التابعين إلى يومنا هذا. المؤمنون أشعارهم مفيدة ونافعة مثل ما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (إن من الشعر حكمة)، والنبي أمر حسان ليهجو قريش أن يهجو الكفار، وقال: (إنه أشد عليهم من وقع النبل) وقال: (اللهم أيده بروح القدس) يعني بجبرائيل. فالشعر الذي يصدر من المؤمن في نصر الحق وتأييده، وفي ذم الباطل وتبديده أمر مطلوب وصاحبه مشكور مأجور، وهؤلاء هم المراد في قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (الشعراء:227) استثناهم الله من الشعراء المذمومين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق