النشرة البريدية الإسبوعية لشبكة السنة النبوية وعلومها
- التاريخ: ٥ ذو الحجة ١٤٣٧هـ
الحج المبرور
مما ندبنا إليه الشارع الكريم وحث عليه أن يكون حجنا مبروراً, فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)(1).
والحج المبرور: هو المقبول عند الله تعالى, ولأجل أن يكون كذلك فلابد أن تتحقق فيه جملة أمور من أهمها:
1- الإخلاص في أداء الحج لله سبحانه وتعالى وذلك بأن يكون القصد تحصيل رضا الله جل وعلا وتحقيق عبوديته, وامتثال أمره واجتناب نهيه فالحج عبادة عظيمة, وركن من أركان الإسلام لا يكون مقبولاً إلا بتجريده لله جل وعلا: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (2), وقال تعالى: { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ } (3), وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور: (إنما الأعمال بالنيات), فالحذر الحذر أن يشوب النية غرض من أغراض الدنيا, فمما تساهل فيه بعض الناس الحرص على التسمية بالحاج علامة على حجه أو أنه حج كذا مرة ونحو ذلك من المقاصد التي تنقص أجر الحج وتخدش كماله أو تخرجه من كونه مبروراً.
2- أداء الحج وفق ما شرع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد حج صلوات الله وسلامه عليه حجة الوداع وعند أداء كل منسك من المناسك, يقول صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم) (4), فالإتباع والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من أهم أمارات الحج المبرور, كيف لا وهو علامة حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم, (قلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ)(5), ومن هنا فليحذر المسلم من العمل ببعض العادات والتقاليد التي لم ترد في الشرع وتخرج عن حد الإتباع إلى الابتداع مما يسبب النقص في الحج, والتأثير على العبادة فينبغي الحرص على الاقتداء التام بالرسول صلى الله عليه وسلم في أدائه الحج, يقول سبحانه وتعالى: {َقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } (6).
3- التأدب بآداب الحج, وقضاء الوقت في الذكر والدعاء, والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والحرص على نفع الناس وقضاء حاجاتهم, والتصدق على الفقراء والمحتاجين والبعد عن الأخلاق الرذيلة, من الغيبة والنميمة, وقول الزور والبهتان, والمزاح الذي لا فائدة منه والجدال بالباطل وضياع الأوقات في غير فائدة فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) (7), وقال تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(8).
فهي نعمة عظيمة ومنحة جليلة, ان تكفر الذنوب بهذا الشرط اليسير.
4- أن تكون النفقة والمال حلالاً فالله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيباً(9) وذكر في الحديث الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى الله السماء يقول يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له, والحج فرصة عظيمة لمد الأيدي إلى الله تعالى, بإلحاح ورغب ورهب لعله سبحانه يجيب دعاء الداعين ونداء المنادين وأصوات المضطرين فيكون الحج مبروراً والسعي مشكوراً.
نة النبوية وعلومها © ١٤٣٧هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق