النشرة البريدية الإسبوعية لشبكة السنة النبوية وعلومها
- التاريخ: ١٩ جمادى الآخرة ١٤٣٧هـ
التعاون على البر والتقوى
فالزوجان أطول الناس صحبة وعشرة، ومظنة التأثر والتأثير حقيقة مؤكدة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أثبت التأثير للجليس على جليسه دقائق أو ساعات، فتأثير الزوجين على بعضهما آكد وأكبر، ولهذا حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل ما يتخذه الإنسان قال: (زوجة مؤمنة تعينه على إيمانه)(1) ولا بد من تعاون الزوجين على البر والتقوى، فهو أحد مقاصد الزواج وثماره، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله.
عن أبي هريرة مرفوعاً: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلّى فإن أبى نضحت في وجهه الماء)(2)
معنى النضح الرش الذي لا يؤذي ولا يؤدي إلى استفزاز.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت)(3).
وليس الأمر قاصر على قيام الليل، ولكن لما كان قيام الليل عظيم الشأن كان الحث عليه حث على ما هو دونه من باب أولى، والمتصفح لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يرى كثيراً من المواقف التي تحث على تعاون الزوجين في العمل الصالح.
وكم هو جميل أن يُشرك الزوج زوجته في أعمال البر على اختلافها – دعوية أو تعليمية أو تكافلية...، وكم هو جميل أن تبادر المرأة لمساعدة زوجها في أعمال البر بحسب استطاعتها.
ولعل مما يحفز الهمم إلى هذا التعاون على الخير بكافة أشكاله، دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالرحمة كما سبق في الحديث.
شبكة السنة النبوية وعلومها © ١٤٣٧هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق