1437/1/8
مثل المؤمن مثل السنبلة
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ تَسْتَقِيمُ مَرَّةً وَتَخِرُّ مَرَّةً, وَمَثَلُ الْكَافِرِ مَثَلُ الْأَرْزَةِ لَا تَزَالُ مُسْتَقِيمَةً حَتَّى تَخِرَّ وَلَا تَشْعُرُ)(1).
شرح المفردات(2): (السُّنْبُلَةِ): الجزء من النبات الذي يتكون منه الحب. (الأَرْزَةِ): شجر يشبه الصنوبر، وقيل هو الصنوبر. (تَخِرَّ): تسقط.
من اللطائف التي أفادها التمثيل في هذا الحديث: 1- أن الزرع مبارك في حبه وما يخرج منه، فالحب الذي يخرج من الزرع, هو مؤونة الآدميين وغذاء أبدانهم , وسبب حياتهم, فكذلك الإيمان, هو قوت القلوب، وغذاء الأرواح , وسبب حياتها, ومتى ما فقدته القلوب ماتت، وموت القلوب لا يرجى معه حياة أبداً, بل هو هلاك الدنيا والآخرة. 2- أن الزرع وإن كان ضعيفا في نفسه إلا أنه يتقوى بما حوله ويعتضد به, بخلاف الشجر العظام فإن بعضها لا يشد بعضا, وكذلك حال المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالبنيان وكالجسد الواحد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , ولذلك ضرب الله تعالى مثلاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزرع لهذا المعنى، فقال سبحانه: (وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)[الفتح:الآية29]، فشبهت الآية النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته بالزرع لكثرة عطائه وخيره، وشبهت أصحابه بشطأ الزرع الذي يتقوى الزرع به ويستغلظ ،حتى يعتدل ويستقيم .
وقد مضى شرحه وبيان بعض ما يستفاد منه في الحديث السابق.
(1) مسند الإمام أحمد، 23/348، برقم: (15154)، والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1079، برقم: (10783)، وصحّحه الشيخ الألباني، ينظر: صحيح الجامع، برقم: (5844). |
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق