1235/12/8
يوم عرفة
قد زاد الله هذا اليوم فضلاً ومزية على غيره ، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه ، ومن تلك الأوجه ما يلي :
أولاً : أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري أن اليهود قالت لعمر: إنكم تقرؤون آية ، لو نزلت فينا لاتخذناها عيداً ، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت ، وأين أنزلت ، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة ، إنا والله بعرفة - قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا- : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً)) [المائدة: 3 ].
وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل ؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل ، فكمل بذلك دينهم؛ لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها ، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم - عليه السلام-، ونفى الشرك وأهله ، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد . وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة ، فلا تتم النعمة بدونها ، كما قال الله لنبيه: ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) [الفتح: 2] .
ثانياً : أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب) رواه أبو داود (2419).
ثالثاً : أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية) رواه مسلم (1163) .
رابعاً : أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:
عن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول: ما أراد هؤلاء ؟) رواه مسلم (1348) . قال ابن عبد البر: وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبـة والغفـران، والله أعلم .
الأعمال المشروعة فيه:
أولاً : صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أَحْتَسِبُ على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) رواه مسلم (1162 (وصومه إنما شرع لغير الحاج ، أما الحاج فلا يجوز له ذلك . ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من مَلَك فيه سمعه وبصره ولسانه: غُفر له).رواه أحمد 1/329 ، ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم ، وحج الحاج ، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية .
ثانياً : الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (2837)، ومالك (246). قال ابن عبد البر: وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب ، وأن أفضل الذكـر: لا إله إلا الله . قال الخطابي: معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله - عز وجل-، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله - سبحانه وتعالى-، ويقدمه أمام مسألته ، فسمي الثناء دعاء .
ثالثاً : التكبير:
سبق في بيان وظائـف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله تعالى .
-
تصلك هذه الرسالة لكونك مشتركاً في القائمة البريدية لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها.
-
لإلغاء الإشتراك من القائمة البريدية يرجى الدخول إلى الصفحة الرئيسة لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها:انقر هنا...
-
تصلك هذه الرسالة من بريد مخصص للإرسال فقط، إذا كان هناك أي استفسار أو تعليق انقر هنا...
-
لدعوة أصدقائك لزيارة موقعنا انقر هنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق